احتضنت كلية أصول الدين بتطوان، يوم الإثنين 2 نونبر 2015 الموافق لـ 19 محرم 1437 حفلا علميا بمناسبة افتتاح نادي مريم أم المجد في موضوع: "دور المرأة العالمة في المجتمع"

نظّم نادي مريم أم المجد التابع لكلية أصول الدين بتطوان، يوم الإثنين 2 نونبر 2015 الموافق لـ 19 محرم 1437 بقاعة الندوات والمحاضرات بالكلية؛ حفلا علميا بمناسبة افتتاحه في موضوع: "دور المرأة العالمة في المجتمع"

من تقديم الأستاذ المشرف على النّادي الدكتور أحمد مونة، وتأطير كل من الأستاذات الفاضلات:

ذة. حسناء داود (عضو المجلس العلمي المحلي بتطوان)

ذة. سعاد الناصر (أستاذة بكلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان)  

ذة. نعيمة بنيعيش (رئيسة معهد أم المؤمنين عائشة للتكوين الشرعي بطنجة).

افتتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من كتاب الله العزيز ألقتها الطالبة آسية عدّو، تلتها كلمة تعريفية عن نادي مريم أم المجد قدّمتها منسقته الطالبة وفاء بلوقي وتحدّثت فيها عن مراحل تأسيسه وتسميته، ثم قدّمت تعريفا مركّزا بالعالمة مريم أم المجد قبل أن توضّح أهداف النادي وما سيقبل عليه من أنشطة، لتختم كلمتها بالترحيب بالضيوف والمحاضرات وشكرهم باسم النادي.

بعد تقديم موجز لموضوع الندوة نوّه فيه الأستاذ أحمد مونة بحضور المرأة المغربية ومشاركتها في كل المجالات، أخذت الأستاذة الفاضلة حسناء داود الكلمة لتقديم عرضها والذي اختارت له عنوان: "المرأة العالمة بالمجالس العلمية ومساهمتها في مشروع التنمية".

وقفت في بدايته على مصطلح المرأة العالمة ووضعته في إطاره المناسب، لتنتقل إلى الحديث عن الإضافة التي أضافتها المرأة المغربية داخل المجالس العلمية وكيف تمكنت من أن يكون لها يد في هذا المشروع الكبير وهو مشروع التنمية.

كما ركزت على ثلاثة محاور وهي: دور المرأة في المجالس العلمية، والمرأة ومساهمتها في التنمية وما هي الوسائل التي اعتمدتها، ثم تجربة المرأة العالمة في المجلس العلمي بتطوان.

وقد نبّهت إلى أن مساهمة المرأة ليست إلا تحقيقا لمبدأ الاستخلاف في الأرض الذي يشمل الجنس البشري بصنفيه الذكر والأنثى. وأن إدماجها في المجالس العلمية ليس اعتباطا بل هو تدبير محكم لما للمرأة من كفاءات تُخوّلها العمل إلى جانب الرجل بعد أن كانت المجالس حكرا على الرجال.

ثم انتقلت للحديث عن دور المرأة الاجتماعي خارج المجلس العلمي وتفاعلها مع مختلف المجالات الروحية والعقدية والفكرية والاجتماعية بهدف الاصلاح. كما أشارت باختصار إلى الخلية التي خلقتها المرأة داخل المجلس العلمي بتطوان على غرار باقي المجالس العلمية بأنحاء المغرب والتي انصب عملها على العناية بالقطاع النسوي داخل المجتمع من أجل الحفاظ على الهوية الدينية للمرأة المغربية وذلك في مجموعة مجالات كالدعوة والارشاد وإلقاء الدروس العلمية وتكوين في جانب الفقه المالكي والسيرة النبوية وكذا تحفيظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى التواصل مع بعض المؤسسات المهمة كدار الطالبة والقسم الخاص بنزيلات سجن النساء، ثم استغلال وسائل الاعلام الجهوية كإذاعة تطوان التي تقدم فيها الخلية مجموعة برامج بمختلف اللهجات.

وختمت المحاضرة مداخلتها بالتنبيه على أن مساهمة المرأة في المجالس العلمية رغم ما وصلت إليه فهي مازالت تحتاج إلى كثير من العطاء وتحقيق المزيد.

كان العرض الثاني من إلقاء الأستاذة الفاضلة سعاد الناصر اختارت له عنوان: "هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون"

انطلقت فيه من مقولة: ((المرأة نصف المجتمع وفي حضنها يتربى النصف الآخر)) مركزة على أن للمرأة دورا مهما في الحياة أكد عليه القرآن الكريم في آياته زوجة وأما وبنتا وأختا ... بصفات تدل على مساواتها وتكاملها مع الرجل.

وأشارت إلى أن المرأة كانت دائما عنصرا مؤثرا وفعالا عبر التاريخ الانساني إلى جانب الرجل، لتعود وتبين أن الخطاب القرآني في الآية الكريمة التي اختارتها عنوانا لعرضها والتي تقرر عدم المساواة بين العلم والجهل هو خطاب موجه للمرأة كما الرجل ذلك أن الجهل إذا كان عدوا فهو للمرأة أشدّ عداوة باعتبارها المربية التي تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى، فالعلم ليس سبيل للتحضر بل هو سبيل للنجاة.

كما نبهت المحاضرة بعد ذلك إلى أهمية القراءة في حياة المرأة، ولا تنحصر في قراءة الكتب فقط بل قراءة الواقع أيضا. لتختم كلمتها بمشاركة طرق لتفعيل القراءة في الحياة منها التعود على حب القراءة من خلال مطالعة المواضيع المفضلة، ووضع خطة ومنهجية في القراءة، وتخصيص وقت لها، والشعور بالاستمتاع أثناء القراءة دون إكراه، ثم البحث في الكتاب عن الشيء المجهول.

أما العرض الثالث في الندوة فقد قدمته ضيفة مدينة تطوان الأستاذة الفاضلة نعيمة بنيعيش بعنوان: "دور العالمة في بناء المجتمع، أم المؤمنين عائشة نموذجا".

بدأت فيه بالتنويه بموضوع الندوة الذي تم اختياره في وقته المناسب، لتركز بعد ذلك في مداخلتها على نموذج المرأة العالمة المتمثل في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها باعتبارها أول عالمة في الاسلام والتي اختارها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحكمة؛ زوجةً وحبيبةً ومعلمةً في مخطط استراتيجي للأمة. فقد عاشت أمنا عائشة حياة علم وجهاد في زمن صعب، تراجع ما لا تعرفه وتبلغ ما تعرفه، راوية للحديث ومرجع لشيوخ العلم، كما كانت تترأس أكبر مؤسسة للافتاء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم ذكرت المحاضِرة نموذجا آخر من النساء العالمات العاملات التي كانت تعيش ضمن رسالة "اقرأ" وهي فاطمة الفهرية التي بنت جامع القرويين أول جامعة في الاسلام والتي تخرج منها النساء والرجال عبر التاريخ، منوهة بمكانة المرأة العالمة منذ الصدر الأول إلى عهد وأد المرأة علميا الذي توقف فيه تخريج العالمات، وهو ما نحاول التخلص منه إلى الآن.

ثم أشارت الأستاذة نعيمة إلى أن دور المرأة العالمة أساسا في ثلاث اتجاهات: دور في البناء والتنمية، ودور في الوقاية، ودور في العلاج.

لتختم كلمتها بدعوة للاقتباس من نور وفضائل وصفات أمنا عائشة رضي الله عنها.

اختتم اللقاء بفتح باب الأسئلة والمداخلات التي أغنت محاور هذه الندوة العلمية القيمة وأضافت فوائد جمّة .