السيد عميد كلية أصول الدين يقدم محاضرة علمية افتتاحية للندوة العلمية المنظمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - تطوان- بتاريخ 16و17 ماي 2017

تفضل السيد عميد كلية أصول الدين  فضيلة الأستاذ الدكتور محمد التمسماني  بإلقاء محاضرة  علمية افتتاحية  للندوة الوطنية  التي نظمتها  شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الأداب والعلوم الإنسانية – تطوان  في موضوع " تدريس العلوم الشرعية وأثره  في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال " أيام الثلاثاء والأربعاء 19/20 شعبان 1438هـ الموافق ل 16/17 ماي 2017 م .

في بداية محاضرته  أشار سعادته  إلى أن موضوع  الندوة موضوع مهم وخطير لتعلقه بالعلوم الشرعية وأثرها  في تثبيت وترسيخ القيم ،  ثم تحدث فضيلته عن إصلاح العلوم الشرعية ؛العملية التي  تعهدها العلماء قديما وحديثا من خلال مؤلفاتهم ومقدمات كتبهم ، وذكر من تلك المؤلفات كتاب " أدب المعلمين " للإمام  محمد ابن سحنون المالكي وكتاب " القانون " لليوسي ثم كتاب " أليس الصبح بقريب " للعلامة الطاهر بن عاشور .. ، كل هؤلاء وغيرهم ألفوا في هذا الجانب للإنهاض بالعلوم الشرعية  والرقي بها إلى المستوى المطلوب. وإلى جانب ذلك نوه فضيلته بما تقوم  به المؤسسات العلمية الوطنية  من جهود مشكورة في هذا الجانب .

وأكد  السيد العميد في كلمته على ضرورة معالجة المسألة التعليمية الشرعية  الرهينة  قصد استشراف مستقبل زاهر للتعليم الشرعي  باللمغرب  ليحقق هدفه المتمثل في بناء الإنسان  والعقل ، وتزكية النفوس والقلوب ، وبناء المجتمعات على الوسطية والاعتدال ، والإسهام  في تكوين شخصية الطالب بعيدا عن التطرف والغلو .

وفي حديثه عن تشخيص وضعية التعليم  الشرعي ذكر فضيلته مجموعة من الأمور التي تسهم في تشخيص تلك الوضعية من بينها

أولا : ضرورة التمييز بين العلم المدون والعلم المدرس ، فكتب العلم ينمي بها الطالب مداركه  ومكتسباته، اما كتب التعليم  فتكسبه مهارات البحث العلمي .

ثانيا : عدم الخلط بين علوم الوسائل وعلوم المقاصد

ثالثا : التمييز بين الضروري والرياضي .

رابعا : ضرورة الربط بين التزكية والتعليم  وعدم التفريق بينهما .

خامسا: ضرورة استحضار أهداف العلم الشرعي .

ونبه  السيد العميد في محاضرته على أن التعليم الشرعي بأسسه ومناهجه ووسائله يرجع إلى حضرة النبوة  قال سبحانه " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ "  ، لذلك ينبغي استحضار خصائص هذا العلم  المتمثلة في :

  1. أ-  شرفه وربانيته
  2. ب-تجدده واستمراريته : فمن طبعه أنه يتجدد ويتطور وعدم تجدده هو مشكلة في المدرس أو في الطريقة والوسائل لا في ذاته ، ومشكلتنا  اليوم تكمن في الفصل بين العلم والحياة .
  3. ج-يلبي حاجيات المجتمع المختلفة .
  4. د-شموليته وانفتاحه .
  5. ه-تمييزه في شروط تحصيله وإتقانه.
  6. و-الإسناد بالمشافهة .
  7. ز-يحمي القيم  وفي مقدمتها الوسطية والاعتدال التي تعتبر خصيصة من خصائص الأمة المحمدية  ، قال تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)

وخلال حديثه عن وظيفة العلماء  أكد  السيد العميد على  أن صيانة الوسطية والاعتدال من وظائف العلماء الرئيسية ، واستدل  بحديثه صلى الله عليه وسلم :"  يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله , ينفون عنه تحريف الغالين , وانتحال المبطلين , وتأويل الجاهلين  "  ، وذكر سعادته أن من المشاكل التي ابتليت بها الأمة؛ غياب العلماء إما غيابا حقيقيا بموتهم ،أوغيابا حكميا باعتزالهم للمجتمع ، خاصة في المجتمعات الغربية ،مما أدى إلى انتشار الغلو والتطرف بين شباب المسلمين .

وفي ختام  مداخلته عبر فضيلته عن تفاؤله باستشراف مستقبل زاهر للتعليم الشرعي عن طريق تنظيم مثل هذه الندوات واللقاءات العلمية ، بالإضافة إلى ضرورة احترام الأنظمة والقوانين والرفع من جودة التعليم وتكثيف التكوين .