نظمت كلية أصول الدين الأيام الجامعية الرابعة في موضوع الخلاف الأصولي : أسبابه ومبانيه ( أشغال اليوم الأول )

  • نظمت كلية أصول الدين بتطوان بشراكة مع مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي التابع للرابطة المحمدية للعلماء الأيام الجامعية الهادفة إلى دعم البحث العلمي والتكوين الجامعي في موضوع : " الخلاف الأصولي : أسبابه ومبانيه " ، وذلك أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس 12 – 13 – 13 جمادى الثانية 1436 هـ الموافق 31 مارس 1 – 2 أبريل 2015 م برحاب كلية أصول الدين بتطوان . حضر افتتاح هذه الدورة العلمية بالإضافة إلى ثلة من الأساتذة والعلماء المتخصصين من مختلف أنحاء المملكة ، ممثلو السلطة المحلية ، ومدراء بعض المرافق العمومية .
  • تميزت أشغال الفترة الصباحية التي ترأسها فضيلة العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي لعمالة وجدة بتلاوة آيات بينات من كتاب الله العزيز ، بإلقاء كلمات كل من الدكتور محمد الروكي رئيس جامعة القرويين  التي عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذه الدورة العلمية التي ستتدارس  موضوعا في غاية الأهمية والخطورة ، مركزا على ضرورة الرجوع إلى التراث واستلهام لغته ومدارسه ،  والدكتور أحمد السرار نيابة عن الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الذي أشار إلى أن الخلاف الأصولي يعتبر إثراء للدرس الأصولي ، وسببا في التواصل بين العلماء والباحثين وطلبة العلم ، منوها بجهود السيد رئيس جامعة القرويين والسيد عميد الكلية والسيد رئيس مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي  لتنظيم هذه الأيام الجامعية ، أما   الدكتور محمد التمسماني عميد كلية أصول الدين بتطوان فرحب في كلمته بالمناسبة بضيوف الكلية من الأساتذة والعلماء والطلبة ، معبرا عن سعادته البالغة بحدث احتضان كلية أصول الدين لهذه الأيام الدراسية مبينا أن مناهج التعامل مع التراث تقتضي الحياد والتجرد والأمانة ، وأن هذه الأيام الجامعية مناسبة لفتح أسباب الاختلاف الأصولي مع السادة العلماء شاكرا كل من ساهم في تنظيم هذه الدورة ، وموضحا أنه تقديرا للانتماء لهذه الكلية بالحفاظ على ثوابت الأمة والوطن قررت كلية أصول الدين أن تكون شخصية هذه الدورة متمثلة في العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة لمساهمته في خدمة الدين والوطن ، ولترؤسه كرسي الإمام الإمام القرافي ، كما وجه ترحيبا خاصا للدكتور محمد إدعمار رئيس الجماعة الحضرية لتطوان ، مشيرا إلى اتفاقية الشراكة والتعاون التي صادقت عليها الكلية مع الجماعة الحضرية ، وحضور السيد رئيس الجماعة الحضرية لتطوان افتتاح هذه الدورة - يقول السيد العميد - هو دليل على تفعيلها . اما الدكتور محمد العلمي رئيس مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي التابع للرابطة المحمدية للعلماء فعبر في مداخلته بمناسبة افتتاح الدورة عن سعادته البالغة للتنظيم المشترك لهذه الدورة التي ولا شك ستكون مناسبة لفتح اسباب الاختلاف الأصولي مع السادة العلماء داعيا إلى السير على نهج العلماء والابتعاد عن كل أشكال الزيغ والانحراف ، أما السيد رئيس المجلس الحضري لتطوان ، فعبر عن سروره لحضور مثل هذا اللقاء ، مشيرا إلى أن المصادقة على اتفاقية الشراكة والتعاون بين مجلسه وكلية أصول الدين قد تمت بالإجماع ، وهذه إشارة على أن تنمية البلاد لا تتم فقط بتشييد وإصلاح الطرقات العامة ، بل أيضا بالانخراط في تنمية الإنسان وتغيير سلوكه بإقامة مثل هذه اللقاءات العلمية المتخصصة شاكرا ومرحبا بالجميع . عقب ذلك تدخل  الأستاذ زين العابدين الحسيني فأشار إلى أن كلية أصول الدين بتوقيعها لاتفاقية الشراكة والتعاون مع الجماعة الحضرية تكون قد ساهمت في ترسيخ دولة القانون ، مشيرا إلى أن العلاقة بين كلية اصول الدين والمجلس البلدي بتطوان هي علاقة قديمة ، وأن الكلية حريصة على دور الجماعة الهادف إلى الانفتاح والتواصل على المحيط الخارجي في مجال البحث العلمي .
  • وفي آخر هذه الفترة الصباحية تمت مراسيم تسليم اتفاقية الشراكة والتعاون بين السيد عميد الكلية ورئيس الجماعة الحضرية لتطوان ، كما تم تكريم العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة وتسليمه مجموعة من الهدايا التذكارية .
  •  
  • انطلقت أشغال الفترة المسائية من هذا الملتقى العلمي المتميز " الخلاف الأصولي : أسبابه ومبانيه " ، بتكريم الفقيه الأصولي الدكتور مصطفى بنحمزة ، وبمناسبة هذا التكريم تفضل السيد رئيس جامعة القرويين الدكتور محمد الروكي بإلقاء شهادته في حق المحتفى به حيث وسم الرجل بالعالم من علماء المغرب الكبار .
  • عقبه تدخل الدكتور مصطفى بنحمزة في موضوع : " تأملات في أصول الفقه المالكي " ، حيث ركز في مداخلته على ما يلي :
  • ° أهمية المذاهب الفقهية في استقرار الإسلام وحفظ البلدان ، فالإسلام بلا مذاهب إسلام بكل المذاهب يقول المتدخل .
  • ° ظهور الفقه بظهور الاختلاف بين الأصوليين .
  • ° مذهب الإمام مالك هو خلاصة علم من سبقوه من الصحابة والفقهاء السبعة وعلماء المدينة الذين جاء بعدهم .
  • ° فقه المغاربة وبعد نظرهم في الأخذ بمذهب الإمام مالك رحمه الله .
  • ° دور المذهب المالكي في حفظ رقعة الوطن من التشردم والتقسيم .
  • الورشة العلمية الأولى  :
  • المداخلة الأولى للأستاذ محمد الحناط خريج كلية أصول الدين وأستاذ الثانوي التأهيلي بعنوان : " الأثر الكلامي في الخلاف الأصولي " الذي أشار إلى أربعة مسائل تأسس عليها علم الخلاف الأصولي وهي : التصورات ، التكليف ، الأدلة والاجتهاد . حيث بدأ بتعريف العلم ، فهو بحسب القاضي أبي بكر الباقلاني " معرفة المعلوم على ما هو به " ، مشيرا إلى اعتناء الأصوليين بتعريفه لأنه أخذ جنسا في تعريف الفقه والأصول .
  • وركز المتدخل في مداخلته على مسألة جوهرية مفادها أنه بالرغم من الاختلاف الحاصل في حد العلم إلا أن المعرفين له يتفقون على فصل : " القطع و " الجزم " ، وعليه فعلم أصول الفقه جزي من كلي العلم ، فلا بد إذن من حمل الكلي على جزئيه ، فالقطع مراعى في علم أصول الفقه كذلك  – يقول المتدخل – مع أن قضاياه فيها القطعي والظني . أيضا فإن هذه المعرفة الجازمة لا بد أن تكون عن دليل .
  • المداخلة الثانية للدكتور عبدالقادر بيطار أستاذ التعليم العالي بوجدة ، جاءت بعنوان :
  • " أثر القضايا الكلامية في أصول الفقه التأويل والتعليل نموذجا  " ، حيث أشار الأستاذ الكريم إلى مجموعة مسائل يشترك فيها علم أصول الفقه وعلم أصول الكلام وهي : التأويل والتعليل والتحسين والتقبيح والتكليف بما لا يطاق .
  • العرض الموالي للدكتور جمال علال البختي رئيس مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية في موضوع " أثر القضايا الكلامية في أصول الفقه : التكليف بما لا يطاق نموذجا " ، حيث أشار المتدخل إلى كون الموضوع يرجع إلى علم الكلام وعلم الأصول ، وأن النظر فيه يكون من خلال زاويتين : زاوية النظر الميتافيزيقي وزاوية النظر المرتبط بالعمل التطبيقي ، مركزا على ثلاثة أنواع مما لا يطاق من التكاليف وهي : المحال الممتنع لذاته والمحال الممتنع لغيره والممتنع العادي . منهيا مداخلته بالحديث عن الخلاف الكلامي بين مدرسة الأشاعرة والمدرسة الماتريدية .
  • عقب ذلك تدخل الأستاذ يوسف احنانة المتخصص في الفكر الأشعري  في موضوع : " أثر القضايا الكلامية في أصول الفقه : التحسين والتقبيح نموذجا " ، حيث تطرق إلى تعريف الحسن والقبح ، مشيرا إلى أنهما تطلقان على الأفعال . ثم تفضل بالإجابة على التساؤل التالي : ما الذي يقبح ويحسن هل الشرع أم العقل ؟  مبرزا الخلاف الكلامي بين المعتزلة والأشاعرة في المسألة .