استقبال وفد الأئمة و الخطباء من ألمانيا وافتتاح ندوة علمية بعنوان الفكر الوسطي لدى علماء المغرب : الخطاب والممارسة

  • نظمت كلية أصول الدين بتطوان بشراكة وتعاون مع المجلس العلمي المحلي المضيق الفنيدق صباح يوم الخميس 04 رجب 1436 هـ الموافق لـ : 23 أبريل 2015 م ندوة علمية بعنوان : " الفكر الوسطي لدى علماء المغرب : الخطاب والممارسة " . أطر هذه الندوة التي حضرها وفد من أئمة وخطباء بألمانيا الاتحادية ، وأساتذة الكلية وطلبتها وجمهور الحاضرين ثلة من العلماء الأجلاء وهم :
  • ° الدكتور محمد الروكي رئيس جامعة القرويين
  • ° الدكتور محمد التمسماني عميد كلية أصول الدين
  • ° الدكتور توفيق الغلبزوري رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق  ومنسق ماستر الفكر الإسلامي والحضارة بالمغرب
  • ° الدكتور محمد الشنتوف نائب عميد كلية أصول الدين
  • انطلق هذا اللقاء العلمي الذي يهدف إلى تعزيز قيم الوسطية والاعتدال خطابا وممارسة بتلاوة آيات عطرة من كتاب الله  العزيز ، تلته كلمة ترحيبية للسيد عميد الكلية الدكتور محمد التمسماني  بضيوف الكلية السادة أئمة وخطاء المساجد بألمانيا الاتحادية ، شاكرا السيد رئيس جامعة القرويين لاختياره كلية أصول الدين بتطوان للتدارس والتباحث في موضوع من أهم مواضيع الساعة يتعلق الأمر بالفكر الوسطي  .
  • عقب ذلك تدخل السيد رئيس جامعة القرويين الدكتور محمد الروكي  الذي عبر عن اعتزازه بكلية أصول الدين  ورسالتها وجهود أطرها في خدمة دينها ووطنها ، واختيار كلية أصول الدين لتنظيم مثل هذا اللقاء مع جاليتنا العزيزة بألمانيا له دلالته حيث إنها ما فتئت تضطلع بنشر الفكر الوسطي في صفوف الطلبة وعموم المواطنين داخل المغرب وخارجه من خلال الندوات والمحاضرات وعقد اتفاقيات الشراكة والتعاون .
  • كلمة السيد رئيس جامعة القرويين ركز فيها على مقومات أساسية تحتاجها الأمة في بناء مجدها وحضارتها وذلك من خلال نشر قيم التسامح والعدالة والوسطية ، وهي قيم موجودة في كل جزء من أجزاء ديننا الحنيف سواء كانت عقيدة أو معاملات أو عبادات ، فالإسلام دين وسط واعتدال في الاعتقاد والعبادة والمعاملات ، بعيد عن كل أشكال التطرف والرهبانية ، وهذا الاعتدال وهذه الوسطية لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق فهم الشريعة فقها وتنزيلا ، وهو ما قامت عليه المذاهب الفقهية السنية ، وختم السيد الرئيس مداخلته بالحديث عن وسطية المذهب المالكي واعتداله من خلال مثالين يتعلق الأول بالأصول ذلك أن جملة من الأصول تعكس فكرة الاعتدال والوسطية في هذا المذهب منها : أصل بناء الأحكام على المصالح المرسلة ، مراعاة العرف ، مراعاة الخلاف الفقهي وأصل درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة .ويتعلق الثاني بمسألة التفريع الذي يرشح أيضا بالاعتدال والوسطية ، حيث إن الإمام مالك رضي الله عنه بنى أحكام الفروج والأنفس على التشدد بدل الرخصة والتخفيف ، ومثل لذلك بخيار الشرط .
  • بعد ذلك تدخل الدكتور توفيق الغلبزوري في موضوع وسمه بـ " وسطية الإمام مالك في فقه السياسة الشرعية "  ، حيث أشار في البداية إلى أن سبب اختياره لعنوان عرضه يرجع إلى ما لمسه من مغالاة البعض في عصرنا الحاضر وتشددهم عند قراءتهم وتناولهم للنصوص المتعلقة بالسياسة الشرعية ، عكس ما سار عليه الإمام مالك رضي الله عنه حيث كان يعتبر الإمامة من الفروع وأنها منوطة بالمصلحة فقط لا غير .
  • وركز المتدخل الكريم على فقه السياسة الشرعية لدى زمرة من الفرق والمذاهب الإسلامية ، شارحا طروحاتهم وما وصلت إليه اجتهاداتهم في هذا الباب ، وختم عرضه بالدعوة إلى نهج طريق الوسطية والاعتدال ونبذ كل ما يؤدي إلى التشدد والغلو .
  • العرض الموالي للدكتور محمد الشنتوف ، حيث لامس موضوع التطرف والاعتدال من خلال عرضه لمجموعة من المظاهر التي توشي إلى ما وصل إليه الفكر في عصنا الحاضر من تشدد ومغالاة ، ليختم كلامه مركزا على ثلاث توجيهات رئيسية وهي :
  • ° الدعوة إلى التوسط والاعتدال
  • ° النهي عن الغلو
  • ° الكلام عن وسطية الإمام أبي عبدالله  التونسي في " التعليم "  ، الذي كان يغير المادة المدرسة لطلبته كلما لمس فيهم بعدا عن منهج الوسطية والاعتدال .
  • عقب ذلك تدخل الدكتور محمد التمسماني عميد كلية أصول الدين حيث تناول موضوع الوسطية لدى علماء المغرب من خلال عرضه لمجموعة من التوجيهات الضرورية لمحاربة ظاهرة العنف والغلو في العصر الحاضر منها :
  • ° ضرورة الرجوع لمنهج السلف الصالح
  • ° ضرورة إحياء الفكر الوسطي المغربي بتقريب المفاهيم وضرح المقاصد
  • ° قيام العلماء بمهامهم في إنقاذ الأمة مما هي عليه من وهن وأسباب السقوط
  • وقد ختم عرضه بالإشارة إلى جهود علماء المغرب في تأصيل الفكر الوسطي ، وذلك عن طريق :
  • ° تأليف المصنفات المتخصصة
  • ° التصدي للبدع وصيانة الخطاب الديني وتجديده
  • ° العناية بالفكر الوسطي تنظيرا وتنظيما ، كفقه المقاصد والمآلات والنوازل
  • واختتمت هذه الفعالية العلمية من خلال مداخلات الإخوة الحاضرين وطرحهم لمجموعة من الاستفسارات والتساؤلات في مواضيع عدة أجاب عنها السادة العلماء المؤطرون للندوة ، والغرض طبعا مقاربة موضوع اللقاء من عدة زوايا لتعميم الفائدة .
  • وقبل  رفع الجلسة تدخل ممثل المركز الإسلامي بألمانيا الذي شكر السيد رئيس جامعة القرويين والسيد عميد كلية أصول الدين بتطوان لتيسيرهما إقامة مثل هذا اللقاء بهذه الكلية العامرة ، معبرا عن اعتزازه السادة العلماء والخطباء والأئمة بألمانيا على اختلاف مذاهبهم الفقهية بمثل هذا اللقاء العلمي المتميز .
  • وعلى هامش هذه الندوة تم عرض شريط فيديو تعرف من خلاله ضيوف الكلية الوافدين من ألمانيا الاتحادية على كلية أصول الدين من حيث التأسيس والمرافق وما تقدمه لطلابها من تكوينات ، وما تفتحه لخريجيها من آفاق مستقبلية واعدة في مختلف المجالات .
  • بعد ذلك عرفت قاعة الاجتماعات بعمادة الكلية جلسة تأطيرية لفائدة الأئمة والخطباء بألمانيا ضيوف كلية أصول الدين هذه الصبيحة المباركة ، أطرها كل من السيد رئيس جامعة القرويين الدكتور محمد الروكي وعميد الكلية الدكتور محمد التمسماني والدكتور توفيق الغلبزوري والدكتور محمد الشنتوف حيث أجابوا على مختلف الأسئلة والاستفسارات العلمية التي تحمل تطلعات الجالية المسلمة بألمانيا .
  •