نظمت كلية اصول الدين يوما دراسيا بعنوان الفكر المغربي المعاصر

  • نظمت كلية أصول الدين بتطوان يوم الثلاثاء 19 ماي 2015 لفائدة باحثي مركز الدكتوراه وسلك ماستر العقيدة والفكر في الغرب الإسلامي وماستر الفكر والحضارة بالمغرب وماستر أصول الدين والدراسات الشرعية في الغرب الإسلامي وطلبة شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة بالكلية يوما دراسيا في موضوع : ( الفكر المغربي المعاصر : المفكر والفيلسوف المبدع طه عبدالرحمن نموذجا ) .
  • انطلق هذا اللقاء العلمي الذي شارك فيه ثلة من أبرز متتبعي أعمال فيلسوف الأخلاق طه عبدالرحمن بتلاوة آيات عطرة من كتاب الله العزيز ، عقب ذلك تناول الكلمة مسير اللقاء فضيلة الدكتور محمد التمسماني عميد الكلية الذي شكر السادة الأساتذة المشاركين في هذا اليوم الدراسي وهم على التوالي د . حمو النقاري ، د . رضوان مرحوم ، د . أحمد مونة ، د . مصطفى المرابط مقدما لهم ولبعض تصانيفهم وإسهاماتهم العلمية ، كما شكر السادة الحاضرين من أساتذة وطلبة وغيرهم ، وقد لامس السيد العميد في مداخلته بمناسبة هذا اليوم الدراسي الموضوع من خلال مجموعة من العبارات والإشارات موجهة في مجملها إلى الطالبات والطلبة من قبيل :
  • ° لماذا هذا الموضوع ؟
  • ° ما المراد بالفكر المغربي ؟
  • ° ما هي حدود هذا الفكر ومحدداته ؟
  • ° ما العلاقة بين الفكر والعلم ؟
  • ° ما هي أصول الفكر المغربي وما هي معالمه ؟
  • ° ما مدى جهود جامعة القرويين عموما وكلية أصول الدين على وجه الخصوص في الإسهام في هذا الفكر وإحيائه ؟
  • استهل السيد العميد مداخلته بالإشارة إلى أهمية الفكر المغربي المعاصر ودوره في الحد من غثائية الفكر وضحالة العقل مما يجعلنا في أمس الحاجة إلى التبصر به واتخاذ سبل اليقظة والحيطة فيما يتم نشره من أفكار هدامة وطروحات منحرفة تتنافى مع الثوابت الوطنية ، ولا بد أيضا للفكر أن يتدرج به أهله من جزئيات العلم إلى كلياته ومن عناصره إلى منظومته ، فالإنسانية في حاجة إلى فكر مستنير ينقذها من الضياع والتشتت ، فلا شك في أن حاجتنا لهذا النوع من الفكر أشد من حاجتنا إلى الطعام والشراب ، فعلينا الرجوع إلى ما أنتجه أسلافنا من فكر ، فهو أهم عامل ضامن للاستقرار الروحي والأمني للأمة ، وذلك بتذكر أهله ورجاله لنحتدي  ونحتفل بهم .
  • إن العمل على إحياء الفكر المغربي أصولا ومنهجا لهو من أولى الأولويات ، فعلماؤنا المغاربة اهتموا بالفكر الأصيل والعقيدة الصحيحة وعلم الكلام المعمق والفلسفة الرصينة ... فهذه في جملتها مآخذ للفكر ومصادر له ، إذ يرجع الخلل الذي تعيشه الأمة على مستوى النظر والتأمل إلى تفريط معاصرينا بالتعريف بالمصطلحات والمفاهيم الفكرية ، فصار الكل يلوكها دون تدبر ولا تفكر في حقائقها ومعانيها .
  • ثم عرج السيد العميد على تحديد المراد بكلمة الفكر فساق مجموعة من التعاريف تجتمع كلها على أن الفكر يطلق على العمليات الذهنية التي يقوم بها الإنسان في سعيه إلى الوصول إلى الحقيقة ، فالفكر من أجل الفكر ضياع وعبث ، بل لا بد للفكر أن يقترن بالعمل ، فلا تعارض بين العلم والفكر ، فالمعرفة الإسلامية تقوم على التكامل بينهما ، ثم تساءل فضيلته عن خصوصية الفكر المغربي ، فتطرق إلىجملة من الخصائص والمقومات منها ، الالتزام بالقيم السمحة والوحدة الفكرية والموضوعية كما يمتاز بنهجه للوسطية والاعتدال ، وتبقى أهم خصائصه محصورة في الأصالة والإبداع والانفتاح .
  • وباستقراء التاريخ المغربي نجد مجموعة من المؤسسات عملت دوما على ترسيخ هذا الفكر ونشره وتأتي في مقدمتها جامعة القرويين التي في أحضانها تأسس وترسخ الفكر المغربي الأصيل ، فكم من مفكر انتمى إلى هذه الجامعة ، بل أكثر من ذلك أنها احتضنت رجالا من غير المسلمين كموسى بن ميمون الطبيب المشهور الذي درس فيها ، وما يعنيه هذا من دلالات الانفتاح والتسامح والفضيلة مع الآخر ، وإذ نتحدث عن جامعة القرويين فلا بد من الحديث عن كليتنا كلية أصول الدين العتيدة التي تضطلع اليوم بمسؤوليات جسام ، إذ يتحدد دورها بإخراج الفكر المغربي من هذا الواقع المحرج الذي نعيشه ، فإننا إدارة أساتذة وطلبة عازمون كل العزم على تحمل مسؤولياتنا الدينية والوطنية والأخلاقية ... من أجل إعادة الاعتبار لجوهر الفكر المغربي النقي الأصيل ، وبهذه المناسبة أتقدم إليكم بذكر بعض الإسهامات التي تسجلها الكلية بفخر في هذا المجال فقد قامت الكلية ب :
  • ° إنجاز أبحاث ودراسات مؤصلة
  • ° تحقيق التراث الفكر ي العقدي المغربي وحفظه من الضياع
  • ° ترجمة العديد من النصوص الفكرية والعقدية
  • ° تدعيم ثقافة التعاون والتعايش والانفتاح على المؤسسات العلمية الأجنبية
  • ° الإسهام في تحصين شخصية الطالب والعمل على توسيع مداركه العقلية والوجدانية
  • ° العناية بالدراسات المعمقة
  • ° استثمار البحوث والأطاريح في خدمة عصرنا ووطننا للتصدي لمختلف أشكال التطرف والغلو .
  • بعد ذلك تناول الكلمة المنطقي الدكتور حمو النقاري  أستاذ التعليم التعليم العالي في مداخلة بموضوع : " التفلسف الإسلامي العربي ، طه عبدالرحمن نموذجا " حيث حدد في البداية الهدف من هذا الموضوع وهو الاحتفاء بالفيلسوف المجدد طه عبدالرحمن ، مبينا الإطار والسياق والمحور لمداخلته التي حدد لها بعدين هما : أولا أنها تأتي في سياق المساهمة في التحليل المسمى فلسفة في الحقل العربي الإسلامي وثانيا محاولة إيجاد رابط بين من يجد ترابطا بين ما يسمى فكرا إسلاميا وبين ما يسمى فلسفة .
  • وأشار المتدخل في كلمته إلى الفرق بين الفلسفة والتفلسف ، ووقف على مجموعة من المفاهيم الهادفة إلى تحديد معنى التفلسف ، متسائلا في الأخير : هل يمكن للتفلسف أن يكون عربيا ؟ حيث جاء الجواب إيجابيا .
  • المداخلة التالية كانت للدكتور رضوان مرحوم أستاذ التعليم العالي مساعد الذي اشتهر بمتابعة مشروع طه عبدالرحمن منذ نحو عقدين ونيف والذي وسم موضوعه ب : " كيف نستكشف طريق النظر في الفكر الإسلامي المعاصر ؟ " ، حيث ذكر في البداية بمحطات من حياة المفكر طه عبدالرحمن الذي بدأ مشواره شاعرا لينتهي مفكرا  . وتحدث المتدخل في كلمته عن قضية من أهم القضايا في الوقت الراهن يتعلق الأمر بمسألة تجديد الفكر والنظر في التراث .
  • حيث قدم لنا موضوع تجديد الفكر عند المفكر الدكتور طه عبد الرحمن ،
  • كما وسم مشروعه الفكري بكونه يمثل علامة فارقة في مسار الفكر الإسلامي المعاصر  و فرصة لمساءلة الذات العربية للمنهجية المتبعة .فالمفكر المسلم لا يمكنه أن يخرج من التقليد والمحاكاة إلى الجدة والإبداع إلا بالتسلح باليقظة الإيمانية والكفاءة المنهجية.وهذان شرطان يتوفران في التجربة الطاهائية فهي التي  بوأته العمل على إدخال  المفاهيم الغربية ونقدها وفحصها ثم النظر في حمولتها القيمية ودلالاتها الأخلاقية وهذا هو عين مضمون كتابه الأخير "سؤال المنهج : في أفق التأسيس لأنموذج فكري جديد " والذي تتلخص فيه ثلاث عناصر منهجية وهي : المنهجية التكاملية المأصولة والمنهجية الحجاجية والمنهجية التداولية .فبهذا المركب الثلاثي  يستطيع الفكر الإسلامي الخروج من النفق الضيق إلى  الأفق  الواسع الرحب .وهذا ما قام  به المفكر طه عبد الرحمن بتنزيله هذه الأصول  على الثراث الفلسفة المنطق .
  • ومن ثم يمكن القول بأن مشروعه يهدف إلى بناء منهج فلسفي فكري عربي يتجاوز خطاب المقلدين العرب الذين يلهثون وراء تقليد الغرب دون بناء خطاب فلسفي عربي إسلامي أصيل  بإمكانه المساهمة في تحقيق التقدم.
  • بعده أخذ الكلمة فضيلة الدكتور أحمد مونة بعنوان :" تجديد النظر  المقاصدي  عند طه عبد الرحمن " ، حيث بدأ مداخلته بالحديث عن موقع الدرس  المقاصدي   من  الدرس الأصولي مشيرا إلى أن علماء الأصول نظروا إلى الدرس المقاصدي نظرة هامشية بالمقارنة مع مبحث الحكم الشرعي ، وجاء تدليله على هذه الدعوى كرد فعل على من ادعى أن الإمام الشاطبي ينتمي إلى المدرسة البرهانية مما جعله يعمل على قلب الترتيب المعهود : البرهان ، البيان ، العرفان فيقوم بتصحيح هذا الترتيب ليجعل من العرفان أقوى درجة من المكونين الآخرين ، حيث يرى أن العرفان هو الذي يؤسس للدرس المقاصدي .
  • فباب الأخلاق عند طه عبدالرحمن هو باب يتغلغل في كل قيم الإنسان وهذا ما يجعل عمل صاحبه ينطوي على قيمة أخلاقية كيفما كانت طبيعتها ، وهذا ما ينطبق على القاعدة التي مفادها أن الإنسان كائن أخلاقي وليس عاقلا أو ناطقا ، فماهية الإنسان وكينونته تتحدد بدرجة تخلقه وليس بدرجة تعقله .
  • المداخلة الأخيرة ألقاها الدكتور مصطفى المرابط أستاذ التعليم العالي بعنوان : " فلسفة طه عبدالرحمن كأفق للإبداع الفكري "  الذي ابتدأ كلمته بالإشارة إلى أهمية المفكر المجدد طه عبدالرحمن الذي قام بفتح أفق غير مسبوق لاستئناف النظر والتفكير في الإشكاليات المعاصرة التي تشغل بال الإنسانية ، مركز ا حديثه في هذا الصدد على عاملين رئيسيين جعلهما سببين للخروج من مأزق التفلسف العربي وهما : الاستقلال الثقافي والإبداع الفكري .
  • وفي آخر هذا اليوم الدراسي فتح باب التساؤلات والاستفسارات ، وقد أغنت أجوبة السادة المحاضرين مضامين هذه المأدبة العلمية الصباحية .
  •